كتب للمتحف العالمي للنساءالسبت, 19 أبريل/نيسان 2008

بودكاست أغسطس (آب) : مالالاي جويا

للمتحف العالمي للنساء، (آب) 2008

المستضيفة: مرحباً في المتحف العالمي للنساء والبودكاست الشهري هذا لمعرض “النساء، والسلطة، والسياسة”. تم إنتاج هذه المقابلة … الخاصة التي تمتد لخمسين دقيقة ضمن سلسلة أحاديث المتحف “أصوات غير عادية، تغيير غير عادي”.

لقد تم وصف متحدثتنا مالالاي جويا بأنها “أشجع امرأة في أفغانستان”.

مالالاي جويا: منذ بداية البرلمان وهم يقومون بإغلاق الميكروفون في كل مرة أريد التحدث فيها لأنهم لم يستطيعوا إسكاتي بالتهديد أو الإهانة – لقد هددوني مثلاً بالاغتصاب داخل البرلمان، وعليك أن تفكري بما يفعلونه مع المرأة خارج البرلمان. وضع المرأة أسوأ من أي وقت مضى.

المستضيفة: تم انتخاب مالالاي جويا لتكون أصغر عضو في برلمان أفغانستان وقد تم حالياً تعليق عضويتها بسبب آرائها الصريحة. تم عمل مقابلة مع مالالاي يوم 16 يوليو (تموز) 2008 على مسرح في سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا أمام جمهور من الحضور. عقدت المقابلة معها: ماريلين فاولر مؤسِّسة شبكة التبادل الثقافي للمرأة ورئيستها، وقدمت الحدث المسائي كريس يلتون رئيسة مجلس إدارة المتحف العالمي للنساء.

كريس يلتون: يشرفنا في هذا المساء أن نرحب بامرأة صنعت وتصنع فارقاً هائلاً: مالالاي جويا. هي أصغر عضو منتخب في برلمان أفغانستان القومي والمندوبة المنتخبة سابقاً في المجلس الدستوري التاريخي في أفغانستان، وقد كرست السيدة جويا حياتها للنضال من أجل الديمقراطية والنضال من أجل حقوق المرأة.

قفزت السيدة جويا إلى الشهرة في سن 25 سنة الصغيرة بسبب المعارضة الصريحة للمقاتلين المجاهدين سابقاً الذين سيطروا على المجلس الدستوري لأفغانستان وهم الآن أعضاء في البرلمان الوطني للدولة. أدانت المجاهدين مع الإشارة إلى مسؤوليتهم عن الحرب الأهلية الأفغانية التي لم تنته إلا في عام 1996 بعد أن سيطرت طالبان على السلطة، وأدى الموقف الذي اتخذته إلى تعليق عضويتها في برلمان أفغانستان الوطني عام 2007، وهو الآن قيد الاستئناف. كما أن الموقف الذي اتخذته أدى أيضاً إلى تعرضها للعديد من الاعتداءات، والتهديدات بالاغتصاب والقتل، وأربع محاولات للاغتيال.

لم تتراجع السيدة جويا – التي تم وصفتها هيئة الإذاعة البريطانية بأنها “أشجع امرأة في أفغانستان” – بسبب الأخطار التي تواجهها، وتواصل دعم قضيتها في وجه قائدي المجاهدين السابقين. ورغم أن جويا لا تستطيع التحرك في أفغانستان إلا وهي ترتدي البرقع ويحيط بها الحراس المسلحون، إلا إنها أصرت على أن التهديد أياً كان حجمه لن يوقف جهودها ويمنعها من “التعامل مع أمراء الحرب بعزم شديد” حسب كلماتها.

أمضت السيدة جويا – المولودة في إقليم فارة النائي في الجنوب العربي – معظم شبابها في معسكرات اللاجئين في باكستان وإيران. عادت إلى أفغانستان أثناء حكم طالبان، ورغم أن التعليم كان محظوراً على النساء إلا أنها فتحت مدرسة للنساء كانت تعقد فصولها سراً. في ذلك الوقت، أقامت مالالاي أيضاً ملجئاً وعيادة صحية، وسرعان ما أصبحت معارضة صريحة لطالبان. يشرفنا بعمق أن تكوني معنا في هذا المساء يا سيدة جويا.

ستدخل جويا في نقاش مع ماريلين فاولر مؤسِّسة شبكة التبادل الثقافي للمرأة ورئيستها. شبكة التبادل الثقافي للمرأة هي مؤسسة غير حكومية تقدم للأمم المتحدة الاستشارات التي تربط بين النساء عبر الثقافات في أنحاء العالم وفي المجتمعات داخل الولايات المتحدة من أجل القيام بعمل جماعي. أرجو أن تشاركوني في الترحيب بهاتين المرأتين غير العاديتين على المسرح.

فاولر: شكراً لك يا كريس. أنا أتطلع فعلاً إلى معرفة ما يدور في أفغانستان. وأعلم أن الجميع مثلي لأننا لا نعلم في الواقع ما يدور في الكواليس هناك. لكنني أريد أن أبدأ بسؤال مالالاي، لأنكم سمعتم تاريخها وسيرتها. أريد أن أسمع قصتها.

أخبرينا عن طفولتك. لقد غادرت بلدها أثناء الاحتلال السوفييتي، ودخلت معسكرات اللاجئين في كل من إيران وباكستان، ثم عادت إلى البلد التي كانت وقتها تحت حكم طالبان … ما وضع أي طفلة في بلد محتلة مثل هذه؟

جويا: شكراً لكم. أولاً أحب أن أقدم شكري لصديقات المتحف العالمي للنساء اللاتي دعونني إلى هنا وأعطوني هذه الفرصة للحديث عن المأساة الدائرة في بلدي أفغانستان، وأيضاً عن وقائع ما يُسمى الحرب على الإرهاب من جانب الولايات المتحدة والناتو.

فيما يتعلق بسؤالك، عندما هاجمت روسيا أفغانستان ووصل أتباعهم إلى السلطة، غادر معظم الأفغان أفغانستان لأن الأمن لم يكن جيداً وبسبب الظروف السيئة للمعيشة هناك. وغادرنا نحن أيضاً أفغانستان وذهبنا أولاً إلى إيران عندما كنت في الرابعة من عمري، ثم ذهبنا إلى أفغانستان عندما كنت في السابعة. وعندما أنهيت الفصل 12 في دراستي عام 1998، عدت إلى أفغانستان مع أسرتي. كان الحكم لطالبان حيث لم تكن هناك فرصة للنساء والفتيات للذهاب إلى المدارس، وأنتن تعلمن هؤلاء الفاشيين وكم هم مناهضون للديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان.

كنت سعيدة لأنني كنت في ذلك الوقت، على الأقل، ناشطة في … الخفاء في مجال حقوق المرأة. وأعطينا بعض دورات محو الأمية للجيل الصغير وللفتيات أيضاً مثل المدارس الابتدائية وما إلى ذلك. لكن كان ذلك في … الخفاء مع وجود مشكلات عديدة، لكنني كنت سعيدة لأنه رغم وجود مشكلات عديدة كنا قادرين على تعليم بعض الفتيات اللاتي في نفس عمري، وبعضهن أصغر ولم تكن هناك فرصة أمامهم.

لكن بعد عامين من العمل هناك، غادرنا ولاية هيرات وانتقلت مع أسرتي إلى ولاية فارة التي هي مسقط رأسي. وهناك قمنا بنشاطات صحية وتعليمية. ومرة أخرى، كان هذا باسم تلك المنظمة غير الحكومية التي عملت فيها أثناء فترة حكم طالبان واسمها منظمة تحسين قدرات المرأة الأفغانية والمشهورة في أفغانستان باسم أوباك. ثم بدأنا هناك في القيام بنشاطات صحية أيضاً وليس تعليمية فقط.

كما قالت صديقتنا كريس، كان علينا أن نعطي الدواء مجاناً للمرضى قدر استطاعتنا – في ما يشبه العيادة ـ إلى جانب الملجأ، ودورات محو الأمية، ودورات الكمبيوتر. وللأسف فإننا نفقد مشروعنا الآن يوماً بعد يوم بسبب نقص المال، ولأن هذه الحكومة هي حكومة أمراء حرب/ أمراء مخدرات مثل حكومات أخرى كثيرة. لدينا في أفغانستان منظمات أخرى ديمقراطية غير حكومية وأحزاب ديمقراطية.

كما لدينا الكثير من المشاكل أيضاً، مثل المشاكل الأمنية والاقتصادية، لكننا سعداء. يدعمنا الناس ونأمل في أننا سنقف معاً إلى جانب شعبنا – لكن بمساعدة من الأشخاص الديمقراطيين العظام في أنحاء العالم، وهم الرجال والنساء الذين يضمون أيديهم ويساعدوننا على تحسين نشاطاتنا، وخاصة التعليم.

فاولر: إذن كيف أصبحت عندئذ ناشطة على هذه … الخلفية؟

جويا: نعم، كنت أكبر ابنة في أسرتي، وعندما انتقلنا إلى معسكرات اللاجئين في بيشاور في باكستان وفي المدرسة العليا وفي الفصل الثامن، بدأت هنا أكون مثل ناشطة اجتماعية. أصبحت مدرّسة في فصول لمحو الأمية. كنت في الصباح طالبة، وأصبح في المساء مدرسة، وكانت هذه أول خبرة لي في العمل مع الناس، وخاصة النساء.

بعد أن أنهيت المدرسة عام 1998، فضلت أن أعمل مع هذه المنظمة غير الحكومية، وأن أبدأ العمل معهم لأنهم قالوا لي أن هدفهم الرئيسي – وهو الذي كان يهمني – هو أنه لهم نشاطات من أجل المرأة والفتيات والأطفال الذين هم أكثر الضحايا وأولهم أثناء الحرب، وكان هذا هو السبب في أنني قررت الاستمرار في هذا، وذهبت إلى أفغانستان وقبلت بهذه المخاطرة ومازلت مستمرة في هذا الصراع بالنيابة عن شعبي وإلى جانبهم في مواجهة أعداء المرأة، وحقوق الإنسان، والديمقراطية في بلدنا.

فاولر: ثم دخلت البرلمان عام 2003، هل هذا صحيح؟

جويا: نعم. بما أنني كنت على صلة قوية بالناس في بعض القرى، فقد كنت أذهب أحياناً لتوزيع بعض المواد من أجل الناس، الناس البسطاء، بالنيابة عن هذه المنظمة غير الحكومية. وبذلك عرف الجميع بأمري. كانت لدينا نشاطات صحية وتعليمية. عندما أصبحت مرشحة، كنت أصغر واحدة لدرجة … حتى أنني لم أكن متأكدة من أن الناس سيصوتون لي. لكن في هذا السن – وبعد التصفيق والتصويت – فهمت أنني أول فائزة وكانت المسؤوليات كبيرة على عاتقي.

ثم انضممت إلى مجلس لويا جرجا لعام 2003، وهناك رأيت في معسكرات الاعتقال أولئك الذين سمعت كثيراً عنهم بسبب علاقتي الوثيقة بالناس والتي كونتها كناشطة اجتماعية، ثم في فترة طالبان وبعد ذلك. كنت قد قرأت عنهم في بعض الكتب. إنهم قتلة مشهورون. إنهم مجرمو دولتنا، وأمراء الحرب، وأمراء المخدرات الذين، للأسف، وصلوا إلى السلطة بعد 9/11 وهم يرتدون قناع الديمقراطية، وهذا ما وجدوه في مجلس لويا جرجا أيضاً في عام 2003.

رأيت وجوههم لأول مرة. كان بعضهم مجرمين مطلوبين، حتى أن منظمة هيومان راتس ووتش أعلنت أنهم مجرمون مطلوبون وأنهم يجب أن يخضعوا للمحاكمة. وبهذا أصبح الموقف داخل لويا جرجا غير ديمقراطي. لهذا السبب اعتقدت أن هذا منبر جيد إذا استخدمته لصالح شعبي من أجل نزع قناع أمراء الحرب والمجرمين هؤلاء الذين لا يعملون من أجل شعبي. كان الجميع يعلم بأمرهم، وبالنسبة إلى الأشخاص الجيدين في أنحاء العالم فإنهم يريدون خداعهم. وهذا هو السبب في أن حياتي تغيرت.

فاولر: أخبرينا قليلاً عن النساء في البرلمان. لدينا في هذا البلد 16% في مجلس الشيوخ. لديكم 22.23% في المجلسين الأدنى والأعلى. هل هذا صحيح؟ في البرلمان.

جويا: مثلاً، من بين 249 مقعداً في البرلمان لدينا 68 مقعداً للنساء. وهذا يزيد حتى على بعض البرلمانات الأوروبية. يعتقد الجميع عندما يسمعون هذه الأخبار أنها أخبار جيدة. تبدو بالنسبة لهم أخباراً جيدة. لكن للأسف، بما أن غالبية مقاعد البرلمان ـ ما يزيد على 80% من مقاعد البرلمان ـ تخص أمراء الحرب، وأمراء المخدرات، والمجرمين الذين قاموا بالغش واستخدام السلاح بالسيطرة على السلطة والتحكم في أفغانستان، وهذا هو السبب في أنهم وجدوا طريقهم إلى برلماننا القومي.

لهذا فإن معظم هؤلاء النواب ليسوا نواباً حقيقيين وهؤلاء النساء أيضاً ـ بالنسبة لبعضهن ـ فإن بعضهن أصوليات متعلمات. لدينا عدد أقل بكثير من الرجال والنساء الديمقراطيين في البرلمان. بل إنهم معدودون للأسف. لكن معظم المقاعد تخص أولئك الذين يناهضون حقوق المرأة قبل أي شيء للأسف، وحتى عندما هددتني سيدة أصولية ذات مرة بالقتل فإنها قالت “إذا لم تجلسي صامتة فإنني سأرتكب شيئاً ضدك لا يجرؤ رجل على القيام به”.

وأنا قلت فقط: “أنت ضحية في رأيي”. لدينا هذا النوع من النساء أيضاً. النساء الديمقراطيات أقل للأسف، ومعظم الثمانية والستين نائبة يمارسن أدواراً رمزية فقط لخداع الناس في أنحاء العالم.

فاولر: هل تعمل النساء … هل تعمل معظم النساء في البرلمان معاً؟ أعني هل تشعرين أن لديك أخوات هناك أو تكتلاً سياسياً من نوع ما؟

جويا: كما قلت، معظم أعضاء البرلمان ليسوا أعضاءً جيدين، ولهم خلفية سيئة جداً، ولديهم روابط مع بعضهم. وهم عقلياً مثل طالبان، لكنهم تغيروا ظاهرياً لأنهم ـ قبل سيطرة طالبان من عام 92 إلى 96 ـ خاضوا الحرب الأهلية في أفغانستان وقتلوا 65000 شخصاً بريئاً في عاصمة أفغانستان وحدها، وقاموا بالكثير من الانتهاكات لحقوق المرأة وحقوق الإنسان.

ثم وصلوا إلى السلطة ووجدوا طريقهم إلى برلماننا الوطني للأسف. ولهذا فإن معظم أعضاء البرلمان ـ أو ما يُطلق عليهم أعضاء البرلمان ـ ليسوا نواباً حقيقيين. لكن لا توجد مشكلة فيما بين أعضاء البرلمان الديمقراطيين من الرجال والنساء. لكننا أقل عدداً للأسف، لا يمكننا أن نفعل شيئاً وهم يستخدمون الديمقراطية ضد شعبنا بما أن أغلبية المقاعد معهم ويفعلون ما يتمنونه.

أتذكر مثلاً عندما بدأ البرلمان كانوا قلقين جداً من أنه بعد إعدام صدام حسين فربما سيأتي دورهم لمواجهة المحاكمة والحكم عليهم، ولذلك فإن أول شيء فعلوه في البرلمان هو أنهم وضعوا لائحة عفو تقول بأن المجرمين يسامحون بعضهم البعض وكان هذا سهلاً بالنسبة لهم.

فاولر: حسناً …

جويا: قاموا بالتصويت، وحتى رئيسنا قام بالتوقيع على هذه اللائحة المقززة. وتظاهر الناس، أما أنا وبعض أعضاء البرلمان الديمقراطيين الآخرين الذين كانوا حاضرين، فقد رفعنا صوتنا ضد هذه اللائحة المقززة، لكن من يستمع لصوتنا؟ وهناك الكثير من الأمثلة المماثلة لأن أي قانون اليوم في أفغانستان يكون على الورق. إن هذا الدستور نفسه مثل شيء جميل على أرفف أمراء الحرب هؤلاء في هذه الحكومة الفاسدة من أمراء الحرب وأمراء المخدرات من أجل خداع الناس في أنحاء العالم.

لدينا اليوم في أفغانستان قانون الغاب. مثلاً، في أربع حالات في البرلمان، قاموا بضرب أحد الصحفيين. لدينا حرية الصحافة في دستورنا. ويهددونهم بالقتل في المجلس الوطني. لا توجد حرية في الحديث كجزء أساسي في الديمقراطية لدرجة أنه في مرات كثيرة منذ بداية الدورة البرلمانية هددونني بالقتل مثلاً، وهددونني بالاغتصاب داخل البرلمان، وصرخ أحد أعضاء البرلمان الأصوليون “خذوها واغتصبوها!” فعليك أن تفكري بما قد يفعلونه مع المرأة خارج البرلمان. وبالنسبة إلى وضع المرأة، فإنه اليوم أسوأ من أي وقت مضى ولديّ الكثير من الأمثلة لأذكرها.

فاولر: ألم يقوموا بتمرير قانون معين من أجل إخراجك من البرلمان بسبب التصريحات التي ألقيتها؟

جويا: نعم. كما قلت، ومنذ بداية الدورة البرلمانية، في كل مرة أريد فيها الحديث فإنهم يغلقون الميكروفون ويهددونني بالقتل … الخ. ولأنهم لم يستطيعوا إبقائي صامتة بالتهديد وأيضاً بإغلاق الميكروفون والإهانة … الخ، فقد فرضوا رقابة على المقابلات التي أجريتها وكذلك بعض … الخطب في البرلمان.

لكن مؤخراً قبل عام، وفي يوم الحادي والعشرين من مايو (أيّار)، أجريت مقابلة حول البرلمان كما قلت وانقسم أعضاء البرلمان إلى قسمين. القسم الأول ديمقراطي والذي أشرت إليه مسبقاً ونحن قليلون جداً في البرلمان ولا توجد فرصة أمامنا للأسف، الفرص أقل كثيراً. الشيء الوحيد الذي نستطيع فعله هو إطلاق صوتنا ضد هذا الفعل من خلال بعض وسائل الإعلام، وللأسف تم فرض رقابة على صوتنا حتى في هذا أيضاً، وهم الآن يحظرون علىّ تماماً الاتصال بالإعلام أيضاً.

ثم استخدموا إحدى مقابلاتي وفرضوا رقابة بالفعل على الجزء الأول الذي كان يدور حول الديمقراطيين. والجزء الثاني الذي كان يدور حول أعضاء البرلمان الأصوليين ومن يُطلق عليهم أعضاء البرلمان الذي قلت عنه أنه حظيرة حيوانات. إنه مثل حديقة الحيوان، ليس فقط بسبب بعض الجرائم التي ارتكبوها فقط في الماضي، وإنما الكثير من الجرائم التي يرتكبونها الآن وباسم ما يُطلق عليها الديمقراطية؛ إنهم يرتكبون هذه الجرائم ضد شعبنا ويخلطون أيضاً الإسلام بالسياسة، وخاصة ضد النساء. ثم دعوني أعطيكم بعض الأمثلة مثل المؤامرة السياسية.

فاولر: انتظري الآن لحظة. ما الذي كان يشير إليه التعبير الفعلي الذي قلتيه في التلفزيون حول المجلس التشريعي: “إن الحظيرة أو حديقة الحيوان مكان أفضل، على الأقل يكون لديك حمار يحمل الأحمال وبقرة توفر اللبن“.

جويا: نعم، قلت هذا.

فاولر: وقلت أنا لها في وقت سابق كما تعلمين أن هذا أمر معتدل بالمقارنة بما يحدث في انتخاباتنا، ومع ذلك فإنهم يقومون بإخراجها من البرلمان من أجل ذلك.

جويا: أريد أن أخبرك هنا أنكم ربما على الأقل … لا أعلم عن برلمانكم، لكن إذا كان الأمر هنا أن معظم الأعضاء ديمقراطيون فإن هذا بالطبع سيكون مجلساً وطنياً. ستكون هناك فرصة أقل للأصوليين ويتمكن الديمقراطيون على الأقل من القيام بدورهم وفعل شيء.

لكن في أفغانستان على أي حال، هناك ثلاث سلطات اليوم في أيدي هؤلاء الأصوليين، وهي ملوثة بأصوات الأصوليين اليوم ـ خاصة في البرلمان الذي تعود غالبية مقاعده لهم كما قلت ـ وكان الأمر بمثابة مؤامرة سياسية عندما استخدموا إحدى مقابلاتي التي فرضوا الرقابة عليها ضدي.

بسبب قلة الوقت، دعوني أعطيكم مثالين فقط على ارتكاب بعض من هؤلاء الذين يُطلق عليهم أعضاء البرلمان لهذه الجرائم، ثم يتعين عليكم أن تقارنوهم ببعض الحيوانات التي ذكرت أسماءها لتعرفوا لماذا قمت بالمقارنة بينهم. قام أحد أعضاء البرلمان مثلاً – واسمه بيرامكول ـ بقتل طفلين بريئين. كان أحدهما في السابعة من عمره والآخر في السادسة، ووضعهما في الجيب المصنوع من القماش إلى جانب الصخرة وألقاهما في النهر وهما حيين. ثم وجد الناس الجثث.

قاموا بمظاهرة كبيرة في ولاية تاهار لكن لم يستمع أحد لصوتهم، في حين يستغل هذا الذي يُطلق عليه عضو في البرلمان منصبه، وجاء والدا هذين الطفلين وأخذا يبكيان ويقولان لي “نرجوك يا مالالاي أن تقولي للجميع إنهم قتلوا طفلينا بهذه الطريقة الوحشية. لماذا يقتلون الأطفال؟” وهناك آخر يُطلق عليه عضو برلمان لديه ابن قام مع ثلاثة رجال آخرين باغتصاب فتاة في الرابعة عشرة من عمرها ,اسمها باشيرا في ولاية ساري بول، وهذا الابن حر اليوم لأنه ابن من يٌُطلق عليه عضو في البرلمان، وإلا فإن هذا الابن يجب أن يخضع للمحاكمة قبل أي شيء آخر.

وهناك آخر يُطلق عليه عضو في البرلمان وهو مجرم مطلوب واسمه هو [سيوف]. إنه يستولي على أراضي الناس بالقوة ولديه حكومة داخل الحكومة في ولاية بارفان، وعندما قام الناس بمظاهرات وأحرقوا صورة [سيوف] وألقوا حجارة على صورة هذا المجرم، قام بقتل حوالي 60 شخصاً وأصاب آخرين، وقام باختطاف بعضهم لأن لديه سجوناً خاصة.

لا أحد يتحدث عن هذا داخل البرلمان. قاموا بمظاهرات أربع مرات، وكانت إحداها أمام باب البرلمان. ويمكن إطالة هذه القائمة بالجرائم التي يرتكبونها اليوم. هناك مجرم مطلوب آخر مثلاً واسمه [رباني] ويستغل نفوذه الآن باعباره عضواً في البرلمان عن منطقة باداخشان. قامت مجموعة من أمراء الحرب هؤلاء باغتصاب امرأة في الثانية والعشرين من عمرها أمام الأطفال، ثم قاموا بالتبول على أفواه الأطفال ووجوههم.

ذكر الإعلام هذا … الخبر بعدها بأيام قليلة فقط، لكن لا أحد يحقق في هذه القضايا لأنه لا أحد يجرؤ على الحديث عنها، ولا توجد عدالة. ويمكن إطالة هذه القائمة بما يفعله هؤلاء الذين يُطلق عليهم أعضاء في البرلمان ورئيس البرلمان. [كانوني] هو … كان قبل ذلك وزيراً للتعليم وسرق 25 مليون دولار من ميزانية التعليم وعليه اليوم دعوى. لقد أقام النائب العام الآن دعاوى في قضاء أفغانستان ضد 30 شخصاً من أعضاء البرلمان. يجب أن يخضعوا للمحاكمة، لكنهم ليسوا مستعدين لمواجهتها.

هناك الكثير من الأمثلة مثل هذا. على الأقل إذا قامت الحيوانات بأي عمليات قتل، مثل هذه على سبيل المثال، فإنها حيوانات متوحشة؛ لكنهم يُطلق عليهم أعضاء في البرلمان. إنهم يقولون نحن أعضاء في البرلمان ونحن بشر. وهناك الكثير من الأمثلة مثل هذا، لكنهم اليوم يفرضون رقابة على مقابلتي الشخصية ويستخدمونها ضدي. وغداً يتظاهر الناس. لقد استخدمت إحدى محطات التلفزيون مقابلتي الشخصية ضدي.

طرحت محطة تلفزيون أخرى سؤالاً من الناس من كل أنحاء العالم بسبب مصلحتهم … الخاصة … آسفة من كل أنحاء أفغانستان وليس العالم، مثل هذا

السؤال: “هل تتفق مع جويا في قولها إن هذا أسوأ من حظيرة الحيوانات؟” وقال 80% من الناس نعم، وقال 20% لا. وفي ليلة أخرى أضافوا سؤالاً يقول “هل تستطيع جويا العودة إلى البرلمان؟” وقال 90% نعم وقال 10% لا. وقام الناس بمظاهرات، وخارج أفغانستان قام المؤيدون من كل أنحاء العالم برفع أصواتهم وحتى التظاهر، لكن من يستمع للصوت؟

وهناك الكثير من الأمثلة مثل هذا، وقالوا لي إنني إذا اعتذرت أستطيع العودة إلى البرلمان. وقلت “لا. يجب أن أعتذر لتلك الحيوانات المفيدة والتي أقارن بعضها بهؤلاء المجرمين”.

فاولر: قرأت أنك قد قمت بالكشف عن بعض أمراء الحرب في البرلمان. أعني كيف كانوا يخفون أنفسهم؟ ومن هم أمراء الحرب؟ وكيف تعرفينهم؟

جويا: نعم، إن أمراء الحرب قتلة معروفون جيداً، وقد خاضوا حرباً أهلية كما قلت بين عامي 92 و96 في أفغانستان. وأراد الجميع أن يكونوا في السلطة وتم تأسيس الأحزاب الأصولية بموافقة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية و[وكالة الاستخبارات الباكستانية]، مثل [ربانيٍ] و[سيوف] و[موهاكيش] و[هاليلي] و[نابيرامكول] و[حزراتيلي] و[هاجيفيري]، وهناك تسعة أشخاص منهم على الأقل مدرجين في قائمة منظمة هيومان رايتس ووتش وعلى الكثير من مواقع الإنترنت؛ وتستطيعين رؤيتهم، وأستطيع أن أذكرها لك إذا كنت تريدين.

مثل [إسماعيلهان]، غالبتهم يستغلون سلطاتهم في البرلمان، وبعضهم وزراء لكارزاي ومساعدين له، وقد قاموا الآن بتشكيل جبهة وطنية. في بداية هذه الجبهة الوطنية، عندما أعلنوا عن قيام ما يُطلق عليها الجبهة الوطنية، قال السيد كارزاي نفسه أن هناك أيدٍٍ أجنبية خلف هذا الترتيب. ويعني هذا أنهم عملاء لروسيا وإيران. ويقول شعبنا “إذا كانوا عملاء، فلماذا يحيطون بالسيد كارزاي. وهناك الكثير والكثير من هذه الأمثلة الآن.

إنهم في السلطة وهذا هو السبب اليوم في أنهم قاموا بتحويل أفغانستان إلى مركز للمافيا، كما أن هناك أيضاً الكثير من العنف ضد النساء. النظام فاسد تماماً ولديّ الكثير من الأمثلة. وإذا أُتيحت لنا الفرصة لاحقاً فلابد أن أعطيكم أخباراً صادمة. ولأنهم يعملون بنفس عقلية طالبان، فإنهم وصلوا إلى السلطة للأسف بعد مأساة 11/9 بقناع ورداء الديمقراطية، وتم فرضهم على شعبنا من جانب الولايات المتحدة وحلفائها. لقد وصلوا إلى السلطة بسبب سياساتهم الإستراتيجية فقط. للأسف احتلت الولايات المتحدة وحلفاؤها دولتنا باسم الديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان. ونحن اليوم بعيدون عن هذه القيم كما كنا في عام 2001.

فاولر: إذن ماذا كان التأثير الحقيقي لغزو الولايات المتحدة؟

جويا: قلت إن دولتنا تتجه إلى كارثة. أقول على سبيل المثال إن 93% من الأفيون يتم إنتاجه الآن في أفغانستان. بل أنه وجد طريقه إلى شوارع نيويورك وأوروبا أمام أعين الآلاف من قوات الولايات المتحدة وحلفائها. وكما ترين، فإن المشكلة الأكبر أمام شعبنا هي الأمن. هناك تفجير انتحاري كل يوم في أفغانستان، وقبل أيام قليلة من مغادرتي لأفغانستان، وقع تفجير انتحاري قوي أمام السفارة الهندية قتل وأصاب 200 شخص.

لقد رأيت طفلة فقدت أمها وتبكي من أجلها، وهناك عائلة أعرفها فقدت خمسة من أفرادها. ووقع تفجير آخر في حفل زفاف يوم السادس من يوليو (تموز)، وتم قتل 48، آسفة، 47 شخصاً بما فيهم العروس. ووقع تفجير في ولاية نورستان قتل أيضاً 27 شخصاً في يوم واحد. هناك أخبار مروعة كل يوم. ويمكن إطالة هذه القائمة التي تحدث أمام أعين الآلاف من قوات الولايات المتحدة وحلفائها.

إذا لم يكن لدينا أمن، فكيف يمكن أن نتحدث عن الديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان؟ وهناك الكثير من الأمثلة مثل هذا، فالواقع في بعض المدن الكبيرة مثل كابول وهيروت ومزار الشريف أن قلة من النساء يحصلن على عمل وتعليم مثلاً. وهذا فقط ما يظهرونه في التلفزيون ، وليس الأخبار المروعة عن الوضع الكارثي في أفغانستان، يحدث هذا فقط من أجل خداع الناس في أنحاء العالم ووضع التراب على أعينهم.

هذه هي سياسة الولايات المتحدة وأيضاً هذه الحكومة الفاسدة، حكومة أمراء الحرب وأمراء المخدرات. كما ترين مثلاً، في حين تتلقى ما يُطلق عليها حكومة من ما يُسمى المجتمع الدولي مليارات الدولارات باسم الأرامل والأيتام وإعادة إعمار أفغانستان … الخ، كان الناس قبلها بأشهر قليلة على استعداد لبيع أطفالهم من أجل عشرة دولارات فقط. هل يمكنكن تصديق ذلك؟

بعض الناس يأكلون الأعشاب بسبب الفقر، ومات حوالي 15% من سكان ولاية سامانغان في شمال أفغانستان. وتم إغلاق أبواب حوالي خمس عشرة مدرسة في ولاية نمروز. المدرسون ليسوا على استعداد لتعليم طلابهم لأنهم لم يحصلوا على مرتب لمدة ثلاثة أشهر، ومرتب كل مدرس في الشهر يتراوح بين 60 دولار و20 دولار. ولأن كل شيء باهظ الثمن في أفغانستان، فهذا المرتب ليست له قيمة. لكن في نفس الوقت يحصل أولئك الذين يعملون مع الحكومة على مرتبات جيدة جداً جداً ومستوى عالٍ جداً جداً … فكيف نعبّر عن ذلك؟ لغتي الإنجليزية ليست جيدة تماماً.

على أي حال، كمّْ التعليم مهم. وكما ترون فإنهم يحرقون المدارس يوماً بعد يوم، لدرجة أن المدرسين والطلاب أيضاً أحجموا عن الذهاب إلى المدارس بسبب الأمن. ولدينا اليوم في أفغانستان مشكلات كثيرة مثل هذه. عندما تقارنون السلبيات بالإيجابيات، حتى الإيجابيات لا أريد الكلام عنها. إنها أقل بكثير. أقل بكثير، ولو كانت لدينا حكومة ديمقراطية لا يحكمها أمراء الحرب وأمراء المخدرات والمجرمون هؤلاء، كان سيصبح من الممكن إعادة بناء أفغانستان مرتين من هذا المال الكثير الذي نتلقاه.

فاولر: إذن، هل الناس في أفغانستان يؤيدون كارزاي الآن أم لا؟

جويا: لو كان شعب أفغانستان يدعم حكومة كارزاي اليوم لما كانت بهذا الضعف. حتى مايكل [ماكونن] نفسه ذكر أن حكومة كارزاي تسيطر فقط على 30% من أفغانستان. أنا لا أتكلم بالنيابة عن شعبي، لكن أقول لكم إن حكومة كارزاي ليس لها سيطرة خارج كابول.

وحتى في كابول، سمعتم عن فندق [سيرينا]. سمعتم عن الحدث الأخير أمام السفارة الهندية وكم هو مكان آمن. سمعتن عن [فاسيراك بالهاندا] المجرم المطلوب الشهير مثل [دوستم] مع شخص آخر هو قائده. لقد بدؤوا القتال والاختطاف، ويواصلون جرائمهم ولا يجرؤ أحد على رفع قضية أو دعوى ضدهم. وهذا المثال يوضح لنا أن الأمن يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، بل أن الناس يقولون أن كارزاي لا يستطيع أن يكون مثل عمدة لكابول.

وهذه فرصة جيدة لطالبان، حيث يقوم هؤلاء الأشخاص الإرهابيون أيضاً بتحسين نشاطاتهم. وتستغل الدول المجاورة، إيران وباكستان وروسيا وأوزبكستان … الخ، أيضاً هذا الوضع. والولايات المتحدة سعيدة أيضاً لأنها تريد أن يكون لديها سبب للبقاء لوقت أطول في أفغانستان. وحكومة كارزاي كذلك سعيدة؛ حكومة أمراء الحرب الفاسدة هذه التي تبتلع جيوبهم الأموال التي دفعها ما يُطلق عليه المجتمع الدولي، وهم في السلطة ويستمرون في فاشيتهم.

فاولر: سأتحول إلى أسئلة الجمهور الآن. السؤال الأول “يعتقد معظم الأمريكيين أن وجود الولايات المتحدة في أفغانستان مهم. كيف ترين ذلك؟” ما رأيك في ذلك؟

جويا: كما قلت، للأسف احتلت الولايات المتحدة وحلفاؤها دولتنا باسم الديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان. ويبين تاريخنا أننا لا نقبل بالاحتلال. هاجم الإنكليز أفغانستان ثلاث مرات ولم ينجحوا. وعندما كانت روسيا قوة عظمى مثل الولايات المتحدة لم تنجح. وواجهوا مقاومة من شعبنا. وأنا متأكدة أنه في يوم ما ستواجه هذه القوات أيضاً مقاومة من شعبنا.

كما ترين اليوم، يقوم الناس بالمظاهرات ضد القوات الأجنبية لأن مشكلة شعبنا الكبرى كما ترين هي نقص الأمن، رغم وجود هؤلاء الآلاف من الأمريكيين والقوات. كما أنهم يقصفون بعض المدن أيضاً. إننا نحارب طالبان، لكن الأشخاص العاديين هم الضحايا، ومعظمهم من أطفال ونساء بلدنا. وهناك الكثير من الأمثلة مثل هذا.

تقول حكومة المملكة المتحدة مثلاً: “نحتاج إلى البقاء في أفغانستان لمدة 38 عاماً من أجل محاربة الإرهاب”. إنه مثال واضح على الاحتلال. يتساءل شعبنا ببساطة ساخرة هل القوة العظمى مع 40 دولة أخرى هم الأقوى، أم أشخاص بعقلية العصور الوسطى مثل طالبان: هؤلاء الأشخاص الإرهابيون الذين صنعتهم الولايات المتحدة، وقامت الولايات المتحدة وحلفائها بتدمير حكومتهم. وكما قلت، فإنهم يريدون فقط تقديم سبب للبقاء لفترة أطول في أفغانستان؛ ويقول شعبنا “لا نتوقع أي شيء جيد منكم، فقط توقفوا عن الأفعال … الخاطئة”. الآن كما ترين …

فاولر: حسناً. ما الذي تقترحينه إذن؟ هذا هو السؤال التالي. ما الذي تقترحين أن تفعله الولايات المتحدة من أجل تحسين الوضع في أفغانستان؟

جويا: نعم، يتمنى شعبنا أن إعطاء الفرصة بعد 11/9 لكي يستلم الديمقراطيون السلطة … حسناً أشخاص ديمقراطيون حاصلون على تعليم جيد في أفغانستان، لدينا أساتذة حاصلون على تعليم راقٍ جداً داخل أفغانستان وخارجها. لدينا رجال ونساء حاصلون على تعليم جيد. موجودون لدينا، لكن للأسف لا توجد وظائف محترمة لهم. لا تقدم الحكومة إلا الدعم، وهي تضعف يوماً بعد يوم. وهناك العديد من لمشاكل المالية والأمنية والاقتصادية … الخ.

على أي حال، يتمنى شعبنا بعد 11/9 أن يصل هؤلاء الديمقراطيون للسلطة وهم البديل الوحيد. لكنهم جلبوا هذا التحالف الشمالي إلى السلطة، ثم تمنّوا مرات كثيرة قائلين “تنظيم ديمقراطي ومفكرون ديمقراطيون … الخ” لدرجة أنني أنا نفسي مثلاً قلت في عام 2003 أن هذه السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة وحلفاء الولايات المتحدة، كلها سياسات خاطئة. إنها استهزاء بالديمقراطية واستهزاء بالحرب على الإرهاب.

أهم شيء – إذا كانوا يريدون أن يكونوا أمناء مع الشعب الأفغاني ـ أن يحاولوا نزع سلاح التحالف الشمالي تدريجياً لأنهم إخوة طالبان ومعقلها؛ مثلما نزعوا سلاح [إسماعيلهان] الذي كان أحد المجرمين المطلوبين. ليس صحيحاً أنه قبل سنوات قليلة تم نزع سلطتهم الحقيقية. إن تنفيذ عملية مثل نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج [في دويوغ]، عندما أرادوا، كانت سهلة بالنسبة لهم. لقد قالوا قبل ذلك: “لا. إسماعيلهان قوي؛ هذا مستحيل” … الخ، لكنه عندما قتل مائتا شخص يوماً ما، تم ارتكاب العديد منالجرائم في غرب أفغانستان ثم أصبح من السهل عليهم تجريده من السلطة.

وهناك أيضاً … الخيار الثاني وهو أنه يجب على المجتمع الدولي مع الأمم المتحدة منع دول مثل إيران وباكستان وروسيا وأوزبكستان … الخ، الذين يستفيدون من هذا الوضع، من دعم طالبان، وكذلك هذا التحالف الشمالي العميل لهم. والخيار الثالث، مرة أخرى أقول لكم إن البديل الوحيد هو رجال ونساء بعقلية ديمقراطية في أفغانستان. المفكرون والأحزاب الكبيرة جداً.

ولهذا، كنا طوال هذه السنوات السبع محظوظين لأنهم لا يريدون القيام بهذا العمل، أقصد الأعمال الثلاثة. لذلك احتلوا دولتنا، وهذا هو السبب في أن شعبنا يعتقد أنهم يجب عليهم مغادرة أفغانستان في أقرب وقت ممكن. وكما ترين، فهم يقومون بالمظاهرات ضد القوات الأجنبية. لقد أظهر تاريخنا أننا لا نريد الاحتلال. لا توجد أمة تستطيع التبرع بحريتها لأمة أخرى كما أعتقد بشدة. مسؤولية شعبنا أن يجلبوا قيماً ـ شكراً ـ أن يجلبوا قيماً مثل الديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان.

وأملنا الوحيد هو أنكم، انتم الرجال والنساء ذوي العقلية الديمقراطية والأشخاص الرائعون مثلكم في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم، سوف تتضامنون مع الرجال والنساء الديمقراطيين في أفغانستان، والناس الذين ليس لهم صوت، وغير المتعلمين الذين يعانون في أفغانستان لأن لا أحد يسمع صوتهم. أنتم الأمل الوحيد. وأقول لكم مرة أخرى ودائماً إن الأمم لها كيان منفصل عن صناع السياسة فيها. إننا نتشرف بحصولنا على تضامن قوي ودعم من أشخاص رائعين في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم، وهو ما أعطانا آمالاً وتصميماً وشجاعة للاستمرار في الكفاح ضد هؤلاء الأصوليين وأمراء الحرب.

فاولر: ماذا … ها هو سؤال عن … سؤال شخصي. كيف حال عائلتك التي في أفغانستان؟ كيف تتم معاملتهم الآن؟

جويا: بما أن اسمي الثاني هو اسمي الشخصي ـ وهو ما يعجبني ـ فلا أحد يعلم عن عائلتي وأين يعيشون. إنهم في أفغانستان، لكن لحسن الحظ لا أحد يعلم مكانهم من أجل أمنهم؛ وقد غادروا أفغانستان بسبب الضجة الإعلامية الكبيرة الآن في أفغانستان ولم يعودوا يقيمون فيها. لقد حظروا عليّ التعامل مع الإعلام وأخذوا كذلك جواز سفري الدبلوماسي لأنهم يعلمون أنني عندما أسافر إلى … الخارج أكشف قناعهم أمام الأشخاص الرائعين في أنحاء العالم. وقد قام أهالي ولاية فارة ـ قبل أن يصل إليهم خطاب من الحكومة ـ بعمل جواز سفر عادي آخر من أجلي. وهذا في حد ذاته يوضح أن التضامن بين الناس يتحول إلى حقيقة يوماً بعد يوم كما قلت، وهم يقدمون المزيد من الدعم يوماً بعد يوم. أولئك الناس يعانون بشدة وهم فقراء جداً، ويشرفني أنهم يؤيدونني ولم يتركوني وحدي، وهم ليسوا أفضل من عائلتي أيضاً. فهم يؤيدونني لحسن الحظ.

فاولر: حسناً. هل تحادثت مع الحكومات الديمقراطية في أنحاء العالم بخلاف جولتك عبر الولايات المتحدة، وإذا كان الأمر كذلك فماذا كانت استجابتهم؟

جويا: الديمقراطية؟

فاولر: الحكومات الديمقراطية الأخرى في أنحاء العالم.

جويا: نعم. لا يريد صناع السياسة والمسؤولون رفيعو المستوى أن يقابلوني بالطبع، فأنا أكشف قناع عملائهم، لأننا اليوم لدينا حكومة عملاء، وعملائهم هؤلاء على قمة السلطة. لكن هناك بعض الديمقراطيين الذين يعملون مع الحكومة في بعض الدول ومؤيديهم، الذين نريد أن ننظم بعض المقابلات معهم، وخاصة مع الأعضاء الديمقراطيين في برلمانات دول مختلفة. لقد أجريت لقاءات معهم، على موقعي على الإنترنت كما ترين.

لكن هذا لا يكفي. كما قلت لكم، إنه صراع طويل وصراع خطر. نحتاج إلى المزيد من الدعم والتضامن، أكثر من حاجتنا إلى الدعم السياسي. نحتاج إلى دعم الأشخاص الرائعين في أنحاء العالم الذين يجب عليهم أن يرفعوا أصواتهم لمناهضة السياسة الخطأ التي تمارسها حكومتهم، وخاصة أولئك الذين يعملون مع الحكومة. كما أقول دائماً عن هؤلاء الديمقراطيين: إن صمت الأشخاص الجيدين أسوأ من فعل الأشخاص السيئين.

فاولر: مع وضع تاريخك الطويل جداً في الاعتبار، ما هو المستقبل الواقعي الذي تتوقعينه لأفغانستان والنساء؟

جويا: بالنسبة للنساء حالياً، يبدو الوضع مثل أحلام اليقظة بالنسبة لشعبنا الذي يتمنى تقديم أولئك الذين ارتكبوا جرائم كثيرة ضد حقوق النساء وحقوق الإنسان في بلدنا إلى المحكمة الجنائية الوطنية والدولية قبل أي شيء آخر. بالطبع نحن نتمنى ذلك أولاً، وسيقوم شعبنا بنفسه بتقديمهم للمحاكمة، لكننا نحتاج في الوقت الراهن إلى يد المساعدة من الأشخاص الديمقراطيين الرائعين والناشطين في مجالات حقوق الإنسان وحقوق المرأة في أنحاء العالم.

وبالنسبة للمرأة، باعتبار النساء من ضمن شعب الدولة، فإنني أقول دائماً إن المجتمع في الدولة مثل الطائر. إذا أصيب أحد الجناحين فكيف يستطيع الطائر الطيران؟ وهكذا وضع المجتمع والمرأة أيضاً بالطبع. إذا لم يمارسن دورهن فكيف ستتحسن الدولة؟ كما في تاريخ دولتنا، لدينا الكثير من البطلات في بلدنا، ونحن نسير الآن على خطاهن، لقد ضحّين بحياتهن من أجل ما اعتقدن أنه لصالح حقوق المرأة مثل مالالاي، وناهد، ورايجية، وميناه القائدات العظيمات للنساء الأفغانيات لأنهن كنّ يؤمنّ بحقوق المرأة، وأيضاً بعض الناشطات اللاتي تم قتلهن مؤخراً في أفغانستان. ربما سمعتم عن [شكيبا سانغالماي]، و[زكية زكي]، و[صافي ألماجان]، ونادية [إنجيمان]، والقائمة طويلة.

لقد فقدن حياتهن لأنهن أردن القيام بدورهن. ولدينا غيرهن الكثيرات من البطلات غير المعروفات في أفغانستان اليوم، واللاتي يعملن في السر والعلن ويخاطرن بحياتهن، لكن لا أحد يستمع لصوتهن ويحتجن لمساعدتكم. هذه الحكومة لا تريد أن تمنحهن الفرصة والسلطات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية وفي كافة المجالات. أعتقد أنه إذا تم منح الفرصة للنساء الديمقراطيات بشكل خاص، فإن بعضهن سيلعبن دورهن بشكل أفضل بكثير من بعض الرجال؛ لكن هذه الحكومة لا تريد أن تمنحهن الفرصة للأسف.

وعلى أي حال، أنا أخاطر بحياتي وأعمل في هذه المهمة، ويأمل الناس ويتمنون أن يواجه هؤلاء الأصوليون اتهاماً بأنهم قادة حرب تلك الفترات الثلاث في أفغانستان، اليوم، سياسة الولايات المتحدة الرئيسية هي الرغبة في توحيد مجرمي حرب الفترات الثلاث في أفغانستان: عملاء روسيا، والمجاهدين المجرمين، وقادة طالبان. اليوم، رغم أن أحد أعضاء البرلمان هو “من طالبان” فإن عضواً آخر في مجلس الشيوخ هو طالب ملا [مثل أللاراه]، و[موني]، والملا [راكيتي] في البرلمان. إن الملا [متوكل] ـ وزير خارجية طالبان ـ يعيش حياة كريمة جداً في مكان آمن، وتدفع الحكومة كافة نفقاته.

لماذا لا يذهب إلى سجن غوانتانامو مع كل هذه العناصر قذرة التفكير؟ و[رحمة الله هوشيبي] والعناصر القذرة الأخرى ذات العقلية القذرة؛ لقد كان المتحدث باسم طالبان عندما دمروا تماثيلنا على الحدود. وهو الآن يتمتع بحياته في جامعة [ييل]. أهم شيء هو أن يقوم الأعضاء الديمقراطيون في جامعة [ييل] هذه ـ هؤلاء المدرسون والأساتذة والطلاب الديمقراطيون ـ بإخراج هذا العنصر القذر من الجامعة. لماذا لا يذهب إلى سجن غوانتانامو، علماً بأنه لدينا الكثير من الديمقراطيين والأشخاص الجيدين … كيف أخبركم، المثقفون …لا، آسفة … الموهوبون والطلاب من الأفغان في الولايات المتحدة الذين ليست لديهم هذه الفرصة للذهاب إلى ييل.

وهناك الكثير من الأمثلة التي تدل على أن الولايات المتحدة لا تريد نزع السلطة منهم. ومرة أخرى، الأمل الوحيد هو كما أقول لكم أن يعمل الأشخاص الديمقراطيون في أنحاء العالم على تحقيق هذه المهمة لأننا نحتاج إلى محاكمتهم. إنهم مثل بينوشيه، وهتلر، والخميني، وموسوليني، وسوهارتو … الخ. قال لي أحد الصحفيين ” مالالاي، لماذا لا تصلين إلى حل وسط معهم أحياناً؟ ربما سيكون هذا أمراً جيداً لصالح مستقبل أفغانستان، وربما يكونوا نادمين على ماضيهم”. وقلت “أولاً، ليس لديهم استعداد للندم”.

وكما ترون، لقد واصلوا بعد 11/9 المزيد من فاشيتهم، وقدموا صورة سيئة للغاية عن الديمقراطية، ولهذا يعاني معظم الناس في أفغانستان. وفي نفس الوقت، قدموا صورة سيئة للغاية عن الإسلام أمام الناس في أنحاء العالم لأنهم يرتكبون الكثير من الجرائم باسم الإسلام ضد شعبنا، وخاصة المرأة. إنهم خائفون جداً من العلمانية، وهم اليوم في السلطة. وطالما بقوا في السلطة فلن يكون هناك أمل في الوصول إلى تغييرات إيجابية في حياة الرجال والنساء في دولتنا.

فاولر: ها هو سؤال آخر، وقد وضعت هذه السائلة اسمها على السؤال. إنه من سيلفيا. إذا أتيحت لك فرصة الاستيلاء على السلطة من كارزاي، إذا حصلت أنت شخصياً على تلك الفرصة، فما هي أول ثلاثة أشياء ستفعلينها من أجل تحسين حياة الأفغان والأطفال والنساء؟

جويا: نعم. أتمنى أولاً أن يكون أولئك الذين يصلون إلى السلطة ديمقراطيين وليسوا عملاء. وعندما تحاولين فعل شيء بأمانة من أجل شعبك وبشكل عملي ـ حيث إن شعبنا ينتظر من يقدم لهم شيئاً عملياً ـ فإنهم سوف يدعمونك. أعتقد أن سلطة الناس تشبه سلطة الله. إذا قام معظم الناس الذين يعانون في أفغانستان اليوم بدعم هذه الحكومة فلن تكون بهذا الضعف.

وهناك هدف رئيسي آخر وهو تحقيق الأمن. عندما لا يكون لدينا أمن، كيف نتحدث عن القيم الأخرى، نحن لا نملك هذا الحق حالياً في أفغانستان. الأمن أهم من الطعام والماء. على سبيل المثال، يجب عليّ أنا كرئيسة – كشخص وصل إلى السلطة بعد حرب امتدت لسنوات كثيرة في أفغانستان – يجب أولاً أن أقبل ببعض المخاطرة! المخاطرة بالحياة. لا أصل إلى حلول وسط مع الأعداء اللدودين والأعداء المعروفين للدولة، مثلما يفعل رئيسنا الآن بتحقيق حلول وسط مع أمراء الحرب هؤلاء.

أقول لكم مثالاً، [عزة الله واصفي]. لقد قضى [عزة الله واصفي] أربع سنوات في السجن في [نواداه] كتاجر مخدرات. وبعد أن خرج من السجن أصبح حاكم ولاية فارة التي أعيش فيها. أنا من فارة، أعني أنني من هذه الولاية، وها هو بعد ستة أشهر قد مارس الكثير من الفساد والمخدرات والعنف ضد النساء … الخ. وقام الناس بمظاهرات، وبدلاً من أن يعزل كارزاي هذا الرجل، نقله إلى منصب أعلى بعد تظاهر الناس. اليوم، يرأس عزة الله واصفي هذا لجنة مكافحة الفساد في 34 ولاية في أفغانستان.

وهناك الكثير من الأمثلة مثل هذا، ولا أستطيع أن أقولها لكم بسبب ضيق الوقت. لذلك يجب عدم القبول بحلول وسط. ثم إن التعليم مفتاح مهم جداً، وحل أساسي بالنسبة إلى الدولة لأنه إذا حصل الناس على تعليم فلن يكون أحد قادراً على خداعهم، وسيكونون قادرين على المواجهة. وكما ترين فإن الناس يقومون بمظاهرات، ومعظمهم أشخاص من الرجال والنساء غير المتعلمين الذين يعانون. وإذا حصلوا على تعليم فسوف يمارسون دورهم بشكل أفضل بكثير مما هم عليه اليوم.

هذه هي الخطوات نحو الديمقراطية. وهناك أيضاً الأطفال بالطبع، فلن تكون الأسرة قلقة من أن شخصاً ما سيختطفهم ويغتصبهم؛ إن حوادث اغتصاب الأطفال تقع كثيراً وتتزايد في أفغانستان، بل أكثر من أي وقت في تاريخ أفغانستان. ومرة أخرى للأسف لا أستطيع أن أقول لكم المزيد بسبب ضيق الوقت. ونريد أيضاً العدالة؛ كم هي مهمة، إنها الأمنية الكبرى وحلم اليقظة. ومرة أخرى كما قلت لكم يجب أن يخضع قادة حرب الفترات الثلاث في أفغانستان للمحكمة الجنائية الوطنية والدولية.

وعندما يذهب القادة إلى المحكمة وتتم محاكمتهم يتم عزلهم، وبذلك لا يجرؤ قادتهم العسكريون على مواصلة فاشيتهم. أما اليوم فإن الشعب محصور بين عدوين قويين: طالبان الإرهابيون المعارضون للولايات المتحدة والتحالف الشمالي الإرهابي المؤيد للولايات المتحدة. وكلاهما أعداء لشعبنا.

فاولر: دعيني أطرح عليك سؤالاً أخيراً. لدينا الكثير من الأسئلة. وأرى أنك إذا قمت بكتابتهم، هل تستطيعين إرسالهم إلى موقعك على الإنترنت؟

جويا: لابد أن تبلغيهم بموقعي على الإنترنت، فربما يكون لديهم المزيد من الأسئلة. للأسف أنا بسبب ضيق الوقت…

فاولر: نعم. ما هو … أخبرينا بموقعك على الإنترنت.

جويا: موقعي على الإنترنت هو malalaijoya.com.

فاولر: حسناً. دعوني أطرح عليها سؤالاً أخيراً من أجلنا جميعاً. ستكون أفغانستان قضية كبيرة في انتخاباتنا الرئاسية فما الذي تريدين قوله؟ ما الذي ترغبين في قوله للرئيس القادم والكونغرس القادم في الولايات المتحدة والذي سيتشكل في يناير (كانون ثاني) القادم؟

جويا: أولاً وبالنيابة عن شعبي، أريد أن أقول أنه يجب عليهم أن يغيروا هذه السياسة التي تمثل استهزاءً بالديمقراطية وبالحرب على الإرهاب. وإذا كانوا يريدون فعلاً أن يكونوا أمناءً مع الشعب الأفغاني يجب أن يحاولو دعم المفكرين والمفكرات ذوي العقلية الديمقراطية في أفغانستان، وهم للأسف ضعفاء جداً.

كما يجب أيضاً أن تغادر هذه القوات أفغانستان في أقرب وقت ممكن لأننا لا نقبل بالاحتلال. ويجب عليهم أيضاً عند تقديم الأموال عدم تسليمها لحكومة أمراء الحرب الفاسدة هذه؛ كما حدث في مؤتمر باريس الأخير عندما أرادوا أن يعطوا 21 مليون دولار مرة أخرى، بل ووعدوا بإعطائها لهذه الحكومة الفاسدة لقد أخبرتكم كمثال مدى فقر الناس، وأن أكثر من 60% من الناس اليوم بلا وظائف، وأننا نحتاج إلى بدء العمل في مصانعنا والعمل من أجل هذا. وهناك أشياء أخرى كثيرة لا أعلم اسمها باللغة الإنكليزية تستطيع بها الدولة النهوض على قدميها مثل التعدين؟ إنكم تقولون … أنه يوجد لدينا حجر ثمين ما تحت الأرض، شيء من هذا القبيل.

على أي حال، اعملوا على خلق وظائف للناس لكي يعملوا شيئاً. نعم، حلق الوظائف للناس. لكننا نرى الآن أن معظم المال الوارد من ما يسمى المجتمع الدولي يذهب إلى جيوب أمراء الحرب هؤلاء. إن التعليم مهم جداً. نريد التحسين. وأقول لكم مرة أخرى، ليس لدينا أي أمل في ما يُطلق عليه حكومات، كما ترون، لأنهم احتلوا أفغانستان والعراق أيضاً. يجب أن تكون هاتان الدولتان نموذجاً على الأقل.

الأمل الوحيد هو الأشخاص الديمقراطيون في أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. يجب أن ترفعوا أصواتكم لمناهضة السياسة … الخاطئة لحكومتكم وأن تكافحوا هنا وتضموا جهودكم مع الرجال والنساء الديمقراطيين في أفغانستان لأنني أؤمن بمقولة شهيرة: “الأمة التي تحرر نفسها تكون حرة، لكن الأمة التي تتظاهر بتحرير الآخرين ستقودهم إلى العبودية”؛ وقد رأينا هذا بشكل عملي في النهاية. شكراً لكم.

في النهاية، أريد أن أقول لكم أنهم سيدمرون كل الزهور، لكنهم لن يستطيعوا أبداً إيقاف الربيع. يوماً ما سيكون لدينا الديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان في دولتنا. نحن بحاجة إلى المزيد من تضامنكم ودعمكم لأنه يحمل قيمة معنوية كبيرة جداً لنا.

فاولر: شكراً لك يا مالالاي.

لقد كنتم تستمعون للناشطة السياسية الأفغانية مالالاي جويا في مناقشة مع ماريلين فاولر مؤسسة شبكة التبادل الثقافي للمرأة ورئيستها. انعقد الحدث المسائي في سان فرانسيسكو غي يوم السادس عشر من يوليو (تموز) 2008 كجزء من سلسلة أحاديث المتحف العالمي للنساء: “أصوات غير عادية، تغيير غير عادي” بالاشتراك مع معرض النساء، والسلطة، والسياسة على الإنترنت.

تجمع سلسلة “أصوات غير عادية، تغيير غير عادي” بين نساء بارزات يفعلن أشياءً غير عادية من أجل التغيير السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي للنساء في أنحاء العالم. تم تقديم هذه السلسلة بدعم كريم من بنك ويلز فارغو.

يُعتبر معرض النساء، والسلطة، والسياسة معرضاً مبتكراً متعدد الوسائط واللغات على الإنترنت، ويقدم قصصاً ملهمة عن نساء يطالبن بالسلطة ويمارسنها. إنه يربط بين النساء في أنحاء العالم من أجل تغيير مجتمعاتهن نحو لأفضل.

زوري موقعنا على الإنترنت للاطلاع على المزيد من قصص النساء المميزات على www.imow.org. إذا كنت قد استمتعت بهذا البودكاست فإننا نأمل في مشاركتك في سلسلتنا الشهرية.

شكراً للاستماع!